أكد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة، أن الشيخوخة تعد من أهم المشكلات التي تواجه المجتمعات الحديثة التي ينصرف إليها البحث العلمي في مختلف ميادينه وتخصصاته الاجتماعية، البيولوجية، الطبية والنفسية باعتبارها مرحلة من المراحل الهامة في عمر الإنسان.
وبين أن توقعات الحياة في الدول المتقدمة والنامية تزايدت بشكل مطرد عبر العقود القليلة الماضية، حيث بين تقرير صدر عن منظمة الصحة العالمية أن توقعات الحياة ارتفع خلال الخمسين سنة الأخيرة من 46 عاماً إلى 64 عاماً في الدول النامية، ومن المتوقع أن يصل إلى 72 عاماً في عام 2020م، كما أنه تجاوز هذه الأرقام في معظم الدول المتقدمة، حيث وصلت نسبة السكان الذين تجاوز عمرهم الستين عاماً حوالي 32 في المائة من إجمالي السكان، وينتظر أن يتجاوز هذا الرقم ثلث السكان عام 2020م، وببلوغ ذلك العام ستكون ثلاثة أرباع الوفيات بسبب أمراض ترتبط بالشيخوخة ارتباطاً مباشراً، وهذا التزايد في توقعات الحياة وفي عدد المسنين يعود أساساً إلى انخفاض معدلات الوفاة في الأعمار الصغيرة، ونتيجة لما حدث من تقدم طبي وتحسن في ظروف المعيشة، وتطور لمفاهيم الصحة العامة وأساليب الوقاية والعلاج.
وأضاف:«يظل أمامنا الكثير مما ينبغي إنجازه لمواجهة الشيخوخة، والتقليل من آثارها ومساعدة المسنين على التعامل بشكل أفضل مع القيود التي قد يفرضها عليهم التقدم في السن، وفي هذا الصدد فإن مواجهة قضايا الشيخوخة تستلزم اتخاذ إجراءات وتدابير متعددة الأبعاد وتتطلب تضافر العديد من التخصصات».
من جانبه أوضح استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور خالد باواكد، أن مرحلة الشيخوخة تعتبر من المراحل التي تشهد في حياة المسن بعض التغيرات نتيجة التقدم فى العمر ومنها فقدان بعض الخلايا العصبية ويسبب ذلك زيادة اضطراب درجة الوعي، وتحلل القوقعة وينتج عنه ضعف السمع، زيادة صلابة عدسة العين وينتج عنها طول النظر وضعف القدرة على القراءة ، وعتامة عدسة العين وتؤدي إلى الإصابة بالمياه البيضاء (الكتاركت)، ضعف الأعصاب الطرفية ويمهد ذلك إلى ضعف العضلات وفقدان كتلتها، وأيضا ضعف جهاز المناعة ويشكل ذلك سهولة في التعرض لأي عدوى مثل الإصابة بنزلات البرد والالتهاب الرئوى، بجانب أمراض أخرى مثل الإمساك المتكرر وزيادة احتمالية الإصابة بالسكرى، وعدم ضبط التوازن أثناء المشي وعدم الإحساس بالأرض.
وألمح إلى أن هناك مشكلات أخرى يتعرض لها كبار السن مثل السقوط المتكرر حيث يتعرض حوالى 40 ممن هم فوق 65 سنة للسقوط المتكرر أثناء المشي، مما قد يتسبب عنه الكسور والإصابات والسقوط نتيجة ضعف الإبصار وعدم رؤية الطريق جيداً، أيضا أمراض القلب وأشهرها ضيق الشريان التاجى وذلك نتيجة انسداد الشريان التاجي المغذي للقلب، تصلب الشرايين نتيجة ترسب الدهون على جدر الشرايين مما يؤدى إلى تصلبها وضعفها وانسدادها وذلك يتسبب فى عدم وصول الدم للمخ جيداً، اعتلال عضلة القلب، وهناك مرض الزهايمر الناتج عنه قصور فى وظائف الذاكرة والتركيز بالمخ مما ينتج عنه كثرة النسيان، عدم التركيز في أي شيء ، مرض باركنسون الذي ينتج عن انخفاض عدد الخلايا المنتجة للدوبامين، أيضا الاكتئاب وهو من أبرز الأمراض الشائعة فى كبار السن ويؤدى إلى عدم التركيز.
وبين أن الفحوصات الدورية التي يجب أن تجرى على المسنين قياس ضغط الدم، عمل فحوصات بالدم تشمل: الكشف عن السكري، وظائف الكبد والكلى، صورة دم كاملة، تخطيط القلب، تحليل بول كامل، وفحص النظر.